عندما تجدب الأرض
ولاتجد هنالك طائر يطير ولاعشب ولا كلئ
تدرك تماماً انه لم تمطر السماء
وجفت الينابيع من العطاء



هنا نقف أمام بخل
مشاعرنا أو مشاعر من حولنا
البخل في المشاعر
ليس بعيد عن بخل المال وبخل المال قد تكون عواقبه رحيمة
وبخل المشاعر
قد تكون عواقبه وخيمة



إن بخيل المال قد يوضع
في مصاف الحرص وتكن أضرار بخله على ابعد الناس قبل منه أقربهم
إليه



أما بخيل المشاعر فإن
ارتكاز أضرار بخله ترتكز على اقرب الناس إليه محبه
أخي هل سألت نفسك
يوماً ماهو رصيد مشاعرك وهل خصصت جزء منها مع عدم
الادخار لها لمن تحب



هل عززت براكين المشاعر
التي يحتويها قلبك بالعوامل التي تؤججها لتثور ويغرق حبيبك في حممها دون شعور منك
فأن فيضان
المشاعر لايحتاج إلى التوزيع بالكم والكيف
ولكنها ثروة قد وضعها الله في قلبك ولم يحدد لها نصاب ( إلا قوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين من لايرحم
لايرحم )



إن جاف المشاعر نراه
متمثل في شجره عديمة الأوراق عديمة الثمار
والاخضرار لاترجوا منها عطاء أيله إلى السقوط خاوية من لب الأحاسيس
وينظر
إليها من حولها لا انتفاع منها إلا أن تكون حطب أو وقود يصبح رماد تذره الرياح



وكما قيل كل نار تصبح رماد إلا نار الشوق
وفي بساتين الحب الصادق والمشاعر الفياضة لن تجد إلا الورود ذات
الألوان الجذابة والرياحين الأخاذه التي تجود على العابرون والماكثون بعبق
عطر عبيرها وأريجها فيطيب لهم المقام بين نفحاتها




هنا أنت إما أن تكون
في بستان المشاعر وتجود بغير حدود
أو تكون في
صحراء قاحله وارض جدباء كأنك عدو لـدود



وأنت أمام خياران الجود بالمشاعر
والبخل بالمشاعر