رماد .. عادت به سارة ..!
حفظ البيانات؟
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط على هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناة.

متطلبات منتدى أشهار: متصفح الحديث | شاشة 1024x768 أو أكبر
ماشاء الله تبارك الله, اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى


new

رماد .. عادت به سارة ..!
FacebookTwitterEmailWindows LiveTechnoratiDeliciousDiggStumbleponMyspaceLikedin

رماد .. عادت به سارة ..!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
جميع المواضيع و الردود تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي إداره منتدى أشهار بــتــاتــآ
البيانات
black mask
black mask
أشهاري فضي
ذكر

العمر : 30

المشاركات : 1145

النقاط : 2281

السٌّمعَة : 16

تاريخ التسجيل : 07/03/2011

http://as7apfox.yoo7.com/
مُساهمةموضوع: رماد .. عادت به سارة ..!    رماد .. عادت به سارة ..!  Emptyالخميس يوليو 07, 2011 2:10 am  

دلفت
إلى المكتب ، فهاجمتها رائحة السجائر ، التي امتزجت بكل شيء .. من الجدران
، إلى المقاعد البلاستيكية ، وحتى الورقة التي ناولها إيّـاها الجندي
،الذي يجلس بملل ،خلف مكتب معدني عتيـــــق . بكاء الأطفال الذين معها ..
ومشـــــــاكساتهم ، لم يترك لها مجالاً لتملأ البيانات ، في الورقة التي
طلب منها الجندي تعبئتها .
انشغلت بتطييب خاطر أحدهم ، الذي كان قد تعثر في عتبة الباب . المكتب مصنوع
من ألواح جاهزة ، من مواد مسبقة الصنع .. أقيم ارتجالاً ، في إحدى
المساحات الفارغة ، القريبة من البوابة الرئيسية . مؤقت .. كما يقال ..
واضح من طريقة بنائه العشوائية .. شأن كثير من قراراتنا ، وأمور حياتنا :
مرتجلة ، مؤقتة .. وعشوائية .
لم تكن العتبة .. سوى طوبتين اسمنتيتين ، وضعتا بدون نظام ، فانزلقت بينهما
القدم الصغيرة ، فتقرح ظاهرها، وهو ما جعل الحذاء يـــــزيد حـــدة الألم ،
عند أي حركة ، فيتألم الطفل .. ويلجأ للبكاء .
حين أكملت تعبئة البيانات المطلوبة ، توجهت إلى الجندي نفسه، الذي علق بصره
علـــــيها ، لحظة خرجت .. من وراء ستارة زرقاء بهت لونها، مثبتة في إحدى
زوايــا المكـتب ، لتفصل مكان انتظار النساء عن بقية المكتب . كان الجندي
يتأملها وهي مقبلة، ويغرز نظرتين حادتين في جسدها ، الذي التفت عليه
العباءة ، فلا يظهر منها إلاّ أطراف أناملها .. التي ترى أن عيني الجندي
تستقر عليها ، بعد أن تتفحصا جسمها ، فلا تجد شيئاً " أبيض " ، وسط ذاك
السواد ، تقع عليه .. إلاّ هي .
تناول الجندي الورقة منها ، بطريقة بدت ، كما لو أنه يحاول أن تلامس يده ،
أطراف أناملها . وقفت تنتظر ، وهو يراجع الورقة بسرعة ، ليتأكد أن الخانات
كلها مملوءة .. رفع عينية باتجاهها وبنفس النظرتين الحادتين ، المملؤتين
رغبة .. اللتين لم تفارقاه .. خاطبها :
- اجلسي .. سنرفع الأوراق للضابط ..

استدارت عائدة ، وأخذت تحـاول بدأب ، نزع يد الطفل ، الذي يتبعها و يتشبث
بعـــــباءتها ، فيبرز من جسمها ما تحاول أن تستره . كانت وهي تجاهد لتخليص
عباءتها من يــد الطفل ، يسيطر عليها إحساس أن نظرات الجندي تتبعها ، لتقع
حيث يشد الطفل العباءة .. فتزداد توتراً ، وتعجل خطواتها لتتوارى خلف
الستارة .

مضت أربعون دقيقة .. بطيئة .. قاتلة ، تأملت خلالها جدران المكتب ،
المغـــــــــطاة بمــادة ( فلّينية ) لينة ،ذات لون أبيض مطفي .. حفر
علــــــــــــــيها بعــــــــض الــــــــــــزوار الســــابــقين (
ذكرياتهم ) .. منظر أعقاب السجائر الهائلة ، المتكدسة على هيئة أكوام ، تحت
مكاتب الجنود.. كان لافتاً . هناك بقع أوساخ على الأرض .. في كل ناحية ،
وأثار تعرق داكنة ، خلّفها تعاقب الأيدي على الجدران ، و أسطح تلك المكاتب .
مستوى النظافة في المكان جعلها تحاذر أن تضع يدها في أي مكان .
لم تلهها مشاكسات الأطفال ،وأصواتهم المرتفعة ، عن التقاط جانب من حوارات
الجنود التافهة ، التي لا تخلو من كلمات خادشة للحياء .. خصوصاً لامرأة
مثلها . هذا السلوك .. ليس مقصوراً عليهم .. معظم مجالس الرجال الخاصة ،
تدور فــــيها أحــــــــــاديث ( جنسية ) .. حقيقة مجتمعية تعرفها .. أطرف
تعليق سمعته حــــــــــــــــول هــذه ( الظاهرة ) .. كان من إحدى
الصديقات :
( نحن شعب ليس لديه قضية .. مجتمعنا حلت جميع مشاكله ) ..!

تعلم من زوجها الراحل ، الذي كان موظفاً مدنياً في قطاع عسكري ، أن المستوى
التعليمي لهؤلاء الجنود متدن جداً ، وأن بعضهم ينحدر من مستويات
اجــــتماعية ، يغلب عليها العوز والجهل . . وضعف مستوى الذوق العام ، في
الخطاب والمعــاملة .
زوجها كثيراً ما اشتكى لها من فظاظة التعامل .. وسوء الخلق ، لدى الغالبية
من هــــؤلاء الأفــــراد ، ونظرتهم الفوقية لعموم الناس .. بسبب
إحســـاسهم المــــــــزيف بامــــــــــتـــــلاك " ســلطة "، تخولهم
مساءلة غيرهم من الناس .. من غير العسكريين ، وتولد لديهم روح عداء ،
تدفـعهم أحياناً ، إلى التعدي على الآخرين .
تذكر أن زوجها يرد السلوك العدواني لبعض هؤلاء الجنود ، والإحساس المزيف
بالسلطة عند أكثرهم ، إلى ( الحس الأمني ) العالي ، الذي تضخه المؤسسة
الأمنية فيهم ، فيتضخم الهاجس الأمني لديهم . هذا الوضع يؤدي ، كما فهمت
منه ، إلى أن يتخيل الواحد منهم ، أنه ( وزير الداخلية ) ، وأن بقية أفراد
الناس ، ليسوا إلا عناصـــر مشــبوهة .. يجب إيقافهم ، ومساءلتهم ، وإظهار
سطوة السلطة عليهم .. وأحياناً إذلالهم .. لتتحقق ( هيبة ) الدولة ..!

الوساخة والإهمال ، التي عليها المكتب ،والمواقف التي تتعرض لها ، من
البوابة .. حيث ينزلها وأطفالها سائق ( الليموزين ) .. وإلى أن تصل إلى هنا
، إضافةً إلى نظرات بعض الجــنود إليها.. كل ذلك ، زادها اقتناعاً
بالـــرأي القـــديم لزوجها ، وموقفه تجاه هؤلاء، وهو ما حسبته يوماً ،
تبرماً منه .. من واقع لم يقدر على التكيف معه .
ترسخ لديها هذا الاقتناع ، بعد تكرار ترددها على المكان .. ومرورها بنفس
الإجراءات الروتينية المملة .. وتعرضها لنفس الأسئلة .. أحياناً من نفس
الأشخاص ، والموقف المريب لأحد الضباط ، الذي طلب منها في إحدى المرّات ،
أن تأتي لوحدها .. من دون الأطفال ، إذا رغبت أن تقابله . أو ذلك الذي أخذ
رقم الهاتف ، وتكررت اتصالاته عليها .
كاد أن يتحول هذا الشعور تجاههم .. عندها ، إلى ما يشبه الاعتقاد ، لولا
بعض المواقف الإنسانية ، التي تبدر من بعض الجنود .. على ندرتها، أو ذلك
التصرف الشهم ، لأحد الضباط ، الذي نزل من سيارته ، وطلب من سائقه الخاص أن
يوصلها إلى بيــــــتها ، واســـتقل هــــو ســــــيارة أجرة .

كانت سارحة ، تتذكر آخر لقاء لها مع زوجها الراحل ، الذي قتلته رافعة
سقـــــطت عليه ، في أحد المواقع الإنشائية ، أثناء قيامه بالإشراف على
التنفيذ . في اللحظة التي انتزعت فيها آهة وجع من صدرها ، ورفعت يدها لتمسح
دمعات تدحرجت على خديها .. أسى على فراق الغالي ، جاءها صوت الجندي عالياً
:
- يا حرمة .. يا حرمة، الضابط يقول : أيش المطلوب .. ؟

سئلت هذا السؤال ، بعدد المرات الكثيرة التي جاءتها إلى هنا . صار يساورها
الشك حول طبيعة الأسئلة ، والغرض من تكرارها . لماذا تسأل أسئلة أجابت
عليها أكثر من مرّة .. ولماذا تشرح أمراً ، وضحته قولاً وكتابةً ، في كل
مرّة أتت بها إلى هذا المكان ؟ .

تملأ ورقة مثقلة بالتفاصيل، وتنتظر أربعين دقيقة .. لتسأل بعدها : ماذا تريدين .. ؟ !
أربعون دقيقة اقتطعتها من إنسانيتها وكرامتها ، وهي تقذف مثل كرة ، مـــن
زمــن لزمن .. " تعالي بكره .. تعالي الأسبوع الجاي " ، ومن عـــــــــــين
( جائعة ) لأخــــــــــــرى .. " الموضوع ما هو عندي .. عند الضابط ..
عند الرقيب " .
أربعون دقيقة .. نهبت من وسن تحتاجه أعين صغيرة ، أعياها السهاد .. يتماً ،
وذلاً .. وليل طويل ، يملؤه شبح الأب الغائب ، وأنين امرأة جريحة : زوج
طواه الردى ، وولد غيبته السجون ..!
أحياناً تعزو ذلك الذي تتعرض له ، إلى سوء التنظيم .. أو ما كان يسميه
زوجها الراحل ، الفــــوضى والتخلف .. بلعت غصة مملوءة بالمرارة ، وهي تخنق
ابتسامة شاحبة ، حين تذكرت كلمات زوجها ، يوم عبرّ بإحباط ، عن واقع
يشاهده يومياً ، في القطاع الذي يعمل فيه :
" لدينا في إدارتنا هذه .. وفي إدارات مشابهة ، لا يستحي التخلف .. بل
يســـــــــــير " مرفوع الرأس " .. حيث التعامل والممارسة هنا ، رذيلة ..
يهون عندها التخلف " .

كان صدى صوت الجندي .. يردد السؤال : ( أيش المطلوب .. أيش المطلوب ) ، يرن
في أذنيها .. ويزرع غيظاً . لم تشأ أن ترد على سؤال الجندي ، وهي في
مكانها حيث ستضطر لرفع صوتها ، خاصةً وأنها لاحظت ، في مرّات سابقة ، أن
هناك تعمداً لتكرار السؤال ، والدخول في تفاصيل مفتعلة .. وأن تتكرر منها
بالتالي .. الإجابة والردود ، فتدخل فيما يشبه الحوار . يستمتعون بسماع
صوتها .. لقد سمعت أحدهم في إحـــدى المرّات ، يقول لصاحبه :
- أووف .. يا عليها صوت .. !

نهضت وتوجهت نحو الجندي ، حيث كان جالساً ، ينادي من وراء مكتبه . قالت بصوت خفيض :
- أنا طلبت زيارة ..
- زيارة أيش .. ؟
كان يحدق بها ، وهي ترمق عينيه الغائرتين ، من وراء غطاء وجهها ، وتتأمل
شفتين يابستين ، ترك التدخين الشره ، أثاره عليهما .. فتراكمت فوقهما طبقة
سوداء ، وبرزت فيهما تشققات دامية ، لا يفتأ بين وقت وآخر ، يمسحها بظاهر
كفه . تنفرج شفتاه عن أسنان عاث السوس فيها ، وما نجا منها ...
الموضوع الأصلي : رماد .. عادت به سارة ..! الكاتب : black mask المصدر : منتدى أشهار


توقيع black mask

رماد .. عادت به سارة ..!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

+

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع
خدمات الموضوع
Eshary.com كلمات دلالية
رماد .. عادت به سارة ..! تصميم , رماد .. عادت به سارة ..! مال واعمال , رماد .. عادت به سارة ..! eshary ,رماد .. عادت به سارة ..! ستايلات مجانيه ,رماد .. عادت به سارة ..! اخر الاخبار , رماد .. عادت به سارة ..! أشهار
Eshary.com رابط الموضوع
 Eshary.com BBCode
 Eshary.com HTML code
 Eshary.com المتواجدون الأن
ككل هناك 5 أشخاص حالياً في هذا الموضوع :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر
 Eshary.comصلاحيات هذا المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ رماد .. عادت به سارة ..! ] مخالف ,, من فضلك قم بمراسل الإدارة من هنا
منتدى أشهار :: الأقسام العامة ::  قسم القصص والثقافة :: القصص والروايات-
انتقل الى:
أعلانات نصية
منتديات احلى عالم جدعانمنتديات شباب الجزائرمنتديات اوديساشبكه اي ميس يو لفرز
بحيرة الاشهارمنتديات مملكة الفتياتشركة اوريجينالاصحاب مدى الحياه Es7ap.Com
AHLAARAB.احلى عربماي الجيشبكة انا كدهمنتديات مايكل جاكسون
منتديات مايكل جاكسون العربيةاكاديميه الاشهارمنتديات ترى see17.netمنتديات يا حبيبي العراقية
منتدى فرسان القرآن ( السنة الحق )منتديات مملكة الفتياتمنتدى عيون العراقمنتديات الشباب لكل شباب العرب
منتديات أولاد دراج للبرمجةمنتديات طموح الجزائرإعــــــــــلانإعــــــــــلان
أعلانات الفريق
منتدى الدعم و الاشهارإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان

Powered by phpBB ® Version 2
Copyright © 2010-2011
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى أشهار © ::.
»» إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ،والله ولي التوفيق

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع