المختصر من أحكام صوم رمضان على المعتمد من مذهب السادة المالكية

1- تعريف الصوم:
قال
العلامة الدردير رحمه الله في"الشرح الكبير"(1/509):" باب ذكر فيه حكم
الصيام وما يعلق به وهو لغة: الامساك عن الشئ.وشرعا: إمساك عن شهوتي البطن
والفرج في جميع النهار بنية فله ركنان."إهـ
قال الدسوقي في "
الحاشية"(1/509):"قَوْلُهُ (فَلَهُ رُكْنَانِ ) أَيْ الْإِمْسَاكُ
وَالنِّيَّةُ وَإِنَّمَا كَانَا رُكْنَيْنِ لِدُخُولِهِمَا فِي مَاهِيَّتِه
وَمَفْهُومِهِ.."إهـ
و قال العلامة الصاوي في: "الحاشية على الشرح
الصغير":"الصَّوْمُ لُغَةً : الْإِمْسَاكُ وَالْكَفُّ عَنْ الشَّيْءِ
وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { إنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا } :
أَيْ صَمْتًا وَإِمْسَاكًا عَنْ الْكَلَامِ ، وَشَرْعًا : الْإِمْسَاكُ
عَنْ شَهْوَتَيْ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ وَمَا يَقُومُ مَقَامَهُمَا
مُخَالَفَةً لِلْهَوَى فِي طَاعَةِ الْمَوْلَى فِي جَمِيعِ أَجْزَاءِ
النَّهَارِ بِنِيَّةٍ قَبْلَ الْفَجْرِ أَوْ مَعَهُ إنْ أَمْكَنَ فِيمَا
عَدَا زَمَنَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَأَيَّامَ الْأَعْيَادِ ، قَالَهُ
فِي الذَّخِيرَةِ ."إهـ
فائدة: قال الصاوي رحمه الله في حاشيته:"
وَسُمِّيَ رَمَضَانَ : لِأَنَّهُ يَرْمَضُ الذُّنُوبَ أَيْ يَحْرِقُهَا
وَيُذْهِبُهَا ، وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالتَّشْبِيهُ
فِي الْآيَةِ فِي أَصْلِ الصَّوْمِ كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ ."إهـ
2- شروط صوم رمضان:
تنقسم الشروط عند أصحابنا المالكية إلى شروط وجوب، و شروط صحة، و شروط وجوب و صحة معا.
*- شروط وجوب صوم رمضان:
و
قال العلامة الدردير رحمه الله في " الشرح الصغير":"فَشُرُوطُ وُجُوبِهِ
خَمْسَةٌ : الْبُلُوغُ ، وَالْعَقْلُ ، وَالْقُدْرَةُ ، وَالْحُضُورُ ،
وَالْخُلُوُّ مِنْ الْحَيْضِ ، وَالنِّفَاسِ .وَيَصِحُّ مِمَّا عَدَا
الْمَجْنُونَ وَالْحَائِضَ وَالنُّفَسَاءَ ؛ فَيَكُونُ الْعَقْلُ
وَالْخُلُوُّ مِنْهُمَا شَرْطَيْ صِحَّةٍ أَيْضًا كَمَا سَيَأْتِي ."إهـ

قال العلامة الدسوقي رحمه الله في الحاشية(1/509):" وَأَمَّا شُرُوطُ وُجُوبِهِ فَالْإِطَاقَةُ وَالْبُلُوغُ."إهـ
قلت:
قد ذكر العلامة الصاوي شروط الوجوب وشروط الوجوب و الصحة معا، و الذي
يهمنا في هذا القسم هو شروط الوجوب فنفصلها كما ذكرها الإمامان المحققان
رحمهما الله:
أ‌- البلوغ:
قال العلامة الصاوي في الحاشية:"
فَالصَّبِيُّ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ، وَلَيْسَ
كَالصَّلَاةِ يُؤْمَرُ بِهِ عِنْدَ سَبْعٍ وَيُضْرَبُ عَلَيْهِ عِنْدَ
عَشْرٍ ."إهـ
ب‌- القدرة:و عبر عنها العلامة الدردير "بالقدرة"، و العلامة الدسوقي "بالإطاقة":
يعني فلا يجب على العاجز حقيقة كالمريض أو حكما كالمرضع و الحامل.
ج- الإقامة: و عبر عنه العلامة الدردير رحمه الله "بالحضور":
فلا يجب على مسافر سفر قصر مباح.
*- شروط صحة صوم رمضان:
1- الإسلام:
قال العلامة الدردير رحمه الله في "الشرح الصغير":"وَأَمَّا الْإِسْلَامُ فَشَرْطُ صِحَّةٍ فَقَطْ ."إهـ
قال
العلامة الصاوي رحمه الله في "حاشيته":"قَوْلُهُ : (وَأَمَّا الْإِسْلَامُ
فَشَرْطُ صِحَّةٍ ) : أَيْ وَمِثْلُهُ الزَّمَانُ الْقَابِلُ لِلصَّوْمِ
."إ.هـ
و قال العلامة الدسوقي رحمه الله في "الحاشية"(1/509):" وَشُرُوطُ صِحَّتِهِ الْإِسْلَامُ وَالزَّمَانُ الْقَابِلُ لِلصَّوْمِ."إهـ
قلت:
وقول العلامة الصاوي:"و مثله الزمان...."إلخ، و كذلك العلامة الدسوقي:
"وَالزَّمَانُ الْقَابِلُ لِلصَّوْمِ"، فذلك في غير صوم شهر رمضان،أي فيما
ليس له زمن معين، كصيام يوم العيد فإنه زمان غير قابل للصوم و الله أعلم.
*- شروط الوجوب و الصحة معا: و تسمى أيضا: بشروط الأداء.
قال
العلامة الدردير رحمه الله في"الشرح الصغير":" فَشُرُوطُ وُجُوبِهِ
خَمْسَةٌ : الْبُلُوغُ ، وَالْعَقْلُ ، وَالْقُدْرَةُ ، وَالْحُضُورُ ،
وَالْخُلُوُّ مِنْ الْحَيْضِ ، وَالنِّفَاسِ.وَيَصِحُّ مِمَّا عَدَا
الْمَجْنُونَ وَالْحَائِضَ وَالنُّفَسَاءَ ؛ فَيَكُونُ الْعَقْلُ
وَالْخُلُوُّ مِنْهُمَا شَرْطَيْ صِحَّةٍ أَيْضًا."إهـ
قال العلامة
الدسوقي رحمه الله في"الحاشية"(1/509):" وَأَمَّا شُرُوطُ وُجُوبِهِ
وَصِحَّتِهِ فَالْعَقْلُ وَعَدَمُ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَمَجِيءُ شَهْرِ
رَمَضَانَ."إهـ
و قال العلامة الصاوي رحمه الله في"الحاشية":"
1- العقل: فلا يصح من مجنون و لا من مغمى عليه.
2- النقاء من دم الحيض و النفاس: فلا يصح من حائض و لا نفساء و لا يجب.
3- دخول وقت صوم رمضان: فلا يجب و لا يصح قبل ثبوت الشهر .
فائدة نفيسة:
ما معنى شرط الوجوب و شرط الصحة و شرط الوجوب و الصحة؟ و ما الفرق بينها؟
فأقول بتوفيق الله تعالى:
تعريف الشرط:
قال العلامة سيدي عبد الله العلوي رحمه الله في"نشر البنود"(1/144):"و الشرط هو ما خرج عن ذات الشيء و حقيقته"إهـ
و قال رحمه الله في "نفس المصدر"(1/143):"فالشرط هو ما يلزم من عدمه العدم و لا يلزم من وجوده وجود و لا عدم."إهـ
تعريف شرط الوجوب:
قال العلامة سيدي عبد الله العلوي رحمه الله في"نشر البنود"(1/148):" فشرط الوجوب..لا يطلب المكلف بتحصيله كان في طوقه أم لا".إهـ
تعريف شرط الوجوب و الصحة: (شرط الأداء):
و
قال سيدي عبد الله العلوي رحمه الله (1/148):" أن ما به يكون التمكن من
الفعل مع حصول ما به يكون الإنسان من أهل التكليف و هو شرط الأداء،أي شرط
التكليف بأداء العبادة أي فعلها،فالنائم و الغافل غير مكلفين بأداء الصلاة
مع وجوبها عليهما فالتمكن شرط في الأداء فقط".إهـ
تعريف شرط الصحة:
قال العلامة سيدي عبد الله العلوي رحمه الله(1/149):"يعني أن شرط الصحة هو ما اعتبر للاعتداد بفعل الشيء طاعة كان أو غيرها."إهـ