طبعا كلنا نعرف الإسمنت وهو مادة تستخدم في البناء حيث توضع مجموعة من
الحجارة بشكل متراص وتلصق مع بعضها البعض بالإسمنت بحيث تشكل كيانا" واحدا"
متراصا" ومتماسكا"

ولو خرجت إحدى تلك الحجارة عن المجموعة ولم يوضع لها الإسمنت الكافي فسينهار البناء كله والإسمنت هنا هو الخلق والمعاملة والدين

هكذا يجب أن نكون نحن المسلمون والعرب ، هكذا يجب أن يتماسك أبناء الأمة
كلها على اختلاف أقاليمهم وأطيافهم وإلا فبناء أمتنا لن يصمد أمام هزات
الزمان

هذا الكلام هو رد توضيحي لمن يقول لك دائما" عندما تنبه من خطأ ما أو عيب
في المجتمع يقول لك ( مو كل أصابعك متل بعضها ولسى الخير موجود )

وهذا الكلام هو من أسباب فشلنا وهزيمتنا أن تتباهى بالقلة القليلة الصالحة وتغض الطرف عن الأكثرية الفاسدة

فحسب نظرية الإسمنت لو خرج واحد منا عن الحق وعن جادة الصواب فسيؤثر ذلك على بنيان مجتمعنا ككل فما بالكم بكل هؤلاء التائهين ؟؟

إخوتي الكرام لقد وضح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بأن شبه المسلمين بركاب سفينة من طابقين

الطابق الأعلى يضم الصالحين و الإيجابيين بينما يقبع السلبيون والمسيئون في الطابق السفلي

وتعالوا نتخيل لو أن أحد هؤلاء الفاسدين أقام شرخا" أو انتزع لوحا" من قعر السفينة ماذا سيحصل ؟؟؟

سنغرق جميعا" بالتأكيد ولهذا لا بد من عودتنا كلنا لجادة الحق والصواب وإلا ستغرق سفينتنا بما فيها من صالحين وطالحين
وفي زمن سيدنا موسى قل المطر كثيرا فقام هو ومن كانوا معه بصلاة استسقاء
لكن المطر لم يهطل فعرف كليم الله موسى عليه السلام من ربه أن هناك شخصا"
واحدا" بينهم مصر على معصية ومنع المطر عن الكل بسببه

فطلب سيدنا موسى من المقصر أن يخرج من بينهم فعرف صاحبنا نفسه لكنه استغفر
ربه قائلا" : يارب إني مقر بذنبي فاسترني فستره الله ونزل المطر دون أن
يظهر العاصي نفسه والمهم في تلك القصة هو أن الخير منع عن الأمة كلها بذنب
رجل واحد فما بالكم بكل ما عندنا من ذنوب ؟

فدعونا إخوتي نعترف بأخطائنا وكفانا تهربا" واختباء وراء القلة القليلة من
الصالحين فالخطأ الفردي ليس إلا انهيارا" للمبادئ والمجتمع ككل وقد أعذر من
أنذر