الرفق بين الحسن والاحسان
حفظ البيانات؟
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط على هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناة.

متطلبات منتدى أشهار: متصفح الحديث | شاشة 1024x768 أو أكبر
ماشاء الله تبارك الله, اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى


new

الرفق بين الحسن والاحسان
FacebookTwitterEmailWindows LiveTechnoratiDeliciousDiggStumbleponMyspaceLikedin

الرفق بين الحسن والاحسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
جميع المواضيع و الردود تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي إداره منتدى أشهار بــتــاتــآ
البيانات
عاشق ملك البوب
عاشق ملك البوب
أشهاري ملكي
ذكر

العمر : 29

المشاركات : 1866

النقاط : 4961

السٌّمعَة : 5

تاريخ التسجيل : 25/08/2010

مُساهمةموضوع: الرفق بين الحسن والاحسان    الرفق بين الحسن والاحسان  Emptyالأربعاء مارس 30, 2011 12:34 am  

الرفق بين الحسن والاحسان  6vg73006

رسالة في الحُسْن و الإحسان


عيسى بن مانع القحطاني


الحمد لله رب العالمين و الصلاة على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً وبعد:
هذه
رسالة في الحسن و الإحسان, جمعت فيها ما قاله الرب تبارك و تعالى في كتابه
وما قاله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, عن الحسن و الإحسان و عن المحسنين
و أحوالهم و صفاتهم و ثمرات إحسانهم في الدنيا و الآخرة.
فالإحسان في
اللغة: هو الإتقان و فعل الشيء على أكمل الوجوه. يقال أحسن الفعل أي أداه
على خير الأحوال. و يقال أحسنه أي أفضله و أكمله.

و أما الإحسان في الكتاب والسنة فقد ورد على عدة معاني.فالمحسن هو الذي يأتي بالعبادة على أكمل وجوهها و أحوالها. و الإحسان في كلام النبي صلى الله عليه وسلم أتى على ثلاثة معاني:
1.
أعلى مراتب الدين, وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
و هو في حديث جبريل المشهور. ورد في البخاري (تعبد الله) و في مسلم (تخشى
الله) و في أحمد ورد (تعمل لله)و(تعبد الله)و(تخشى الله)و في أبي داوود أن(
تعبد الله)و(تخشى الله).
2. المعنى العام للإحسان, قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"
3. الإحسان للزوجة, و للأولاد وللبنات و للخادم و للملوك و عتق المملوك والإحسان للجيران و الأقارب.
في كتاب الله ورد مصدر (حَسَنَ) في 165 موضعاً إبتداءاً من سورة البقرة و انتهاءاً بسورة التين.
و قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم سمى الله بالمحسن فقال:"إن الله محسنٌ فأحسنوا" صححه الألباني.
وكذلك
وصف الله أسمائه بالحسن فقال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ }.
و قال تعالى: { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ
ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ
ذَلِكَ سَبِيلاً }.
و من فضل الإحسان أنه من صفات الله, قال تعالى عن
فطرته للناس:{ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً
وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }.
و قال تعالى عن خلقه للمخلوقات: { ثُمَّ
خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ
أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }.
وقال تعالى: { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }.
وقال:
{ أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ } و قال تعالى
عن حكمه و تشريعه: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ
مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }.
و وصف كلمته بالحسن فقال
جل و تقدس: { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ
مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ
كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ
وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ
يَعْرِشُونَ }.
و قد وصف كلامه و كتابه بأنه أحسن الكلام فقال تعالى: {
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
}.
و من الإحسان الإحسان في القول بالدعوة إلى الله قال
تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.
و
لفضل الإحسان سمى الله الأعمال الصالحة بالحسنات و إحداها الحسنة, قال
تعالى: { مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ
يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ }.
و سمى الله عز وجل السراء بالحسنة فقال: { إِن
تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ
بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً
إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
والحسن هو خير ما يدعو به المسلم في الدنيا و الآخرة
فيقول: { ...رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }.
و قال عن صحبة الأنبياء و الصديقين و الشهداء بأنها حسنة
فقال:
{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }.
و وصف
النصر و الشهادة بالحسن فقال تعالى: { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ
إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ
اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا
مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }.
و وصف الجنة غاية المراد و خير ما يكرم به
العباد وصفها بالحسن فقال عنها: { لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ
الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا
فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ
لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }.
و غير ذلك من فضائل الأعمال و الأقوال و الأجور والأرزاق التي اثنى الله عليها بالحسن و الإحسان في كتابه الكريم.
و اعلم –رحمك الله- أن المحسنين يتحلون بصفات نعتهم الله بها في كتابه الكريم, و أمتدحهم بها و سماهم محسنين بفعلهم إياها.

و هذا طرفٌ من صفات المحسنين:
1. الخضوع و الذلة لله.
2. الاستغفار, قال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ
هَـذِهِ
الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ
الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ
وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }.
3. الإخلاص لله و الاستسلام لأوامره, قال
تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ
أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.
4. الإنفاق في سبيل الله.
5.
عدم ترك الجهاد, قال تعالى: { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ
تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
6. الإنفاق في السراء والضراء.
7. كظم الغيظ حال الغضب.
8.
العفو عن كل مخطيء من الناس, قال تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
9. الإستجابة لله و لرسوله.
10.
التقوى, قال تعالى: { الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن
بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ
وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }.
11. كثرة العمل الصالح, قال تعالى: {
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ
ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
ليس على المؤمنين الذين شربوا الخمر قبل
تحريمها إثم في ذلك, إذا تركوها واتقوا سخط الله وآمنوا به, وقدَّموا
الأعمال الصالحة التي تدل على إيمانهم ورغبتهم في رضوان الله تعالى عنهم,
ثم ازدادوا بذلك مراقبة لله عز وجل وإيمانا به, حتى أصبحوا مِن يقينهم
يعبدونه, وكأنهم يرونه. وإن الله تعالى يحب الذين بلغوا درجة الإحسان حتى
أصبح إيمانهم بالغيب كالمشاهدة.
12. عدم الإفساد في الأرض.
13.
الدعاء خوفاً وطمعاً, قال تعالى: { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ
مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }.
14. النصح لله و لرسوله, قال تعالى: { لَّيْسَ
عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ
يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا
عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. ليس على
أهل الأعذار مِن الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يملكون من المال ما
يتجهزون به للخروج إثم في القعود إذا أخلصوا لله ورسوله, وعملوا بشرعه, ما
على مَن أحسن ممن منعه العذر عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم,
وهو ناصح لله ولرسوله من طريق يعاقب مِن قِبَلِه ويؤاخذ عليه. والله غفور
للمحسنين, رحيم بهم.
15. المبادرة لنصرة دين الله, قال تعالى: { مَا
كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن
يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن
نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ
مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ
الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم
بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.
16. الصبر, قال تعالى: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.
17. إحسان العبادة.
18.
الإحسان إلى الخلق, قال تعالى: { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ
قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ
إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ
مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }.
ودخل
السجن مع يوسف فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا
ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير
منه, أخبرنا -يا يوسف -بتفسير ما رأينا, إنا نراك من الذين يحسنون في
عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه.
19. التصديق بموعود الله, قال تعالى: {
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً
لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ
الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ }.
وإذا قيل للمؤمنين
الخائفين من الله: ما الذي أنزل الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: أنزل الله عليه الخير والهدى. للذين آمنوا بالله ورسوله في هذه
الدنيا, ودَعَوْا عباد الله إلى الإيمان والعمل الصالح, مَكْرُمَة كبيرة من
النصر لهم في الدنيا, وسَعَة الرزق, ولَدار الآخرة لهم خير وأعظم مما
أُوتوه في الدنيا, ولَنِعْم دارُ المتقين الخائفين من الله الآخرةُ.
20.
العلم الشرعي والفقه في الدين, قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ
وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ } ولما بلغ موسى أشد قوته وتكامل عقله, آتيناه حكمًا وعلمًا
يعرف بهما الأحكام الشرعية, وكما جزينا موسى على طاعته وإحسانه نجزي مَن
أحسن مِن عبادنا.
21. مجاهدة الهوى والنفس والشيطان, قال تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ
اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.
22. إرداة الله و رسوله و الدار
الآخرة, قال تعالى: {وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ
أَجْراً عَظِيماً }.
23. الدعوة إلى الله والعمل الصالح والانتساب إلى
الإسلام و الاعتزاز به, قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن
دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ }.

و لهذه المرتبة العالية مرتبة الإحسان, ثمرات دانية و عواقب مرضية في الدنيا و الآخرة, ينالها صاحب الإحسان, جمعت بعضاً منها كما يلي:
1.
مغفرة الذنوب و زيادة الأجر, قال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ
هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ
خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }.
2. لا يعتريه الخوف مما أمامه, و لا الحزن على ما فات,
قال
تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ
أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.
3.
محبة الله تعالى له, قال عز وجل: { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ
تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
4. الحصول على ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة, قال
تعالى: { فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.
فأعطى
الله أولئك الصابرين جزاءهم في الدنيا بالنصر على أعدائهم, وبالتمكين لهم
في الأرض, وبالجزاء الحسن العظيم في الآخرة, وهو جنات النعيم. والله يحب
كلَّ مَن أحسن عبادته لربه ومعاملته لخلقه.
5. يكون أحسن الناس ديناً,
قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله
وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ
اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }.
6. جنات تجري من تحتها الأنهار, قال
تعالى: { فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ
}.
7. الذرية الصالحة, قال تعالى: { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى
وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }.
8. الرحمة القريبة,
قال تعالى: { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ
الْمُحْسِنِينَ }.
9. الحفظ من العقاب ومن المؤاخذة بالتقصير, قال تعالى: {
لَّيْسَ
عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ
يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا
عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
10. حفظ
الأجر من الضياع, فهناك أقوام يأتون يوم القيامة بأعمال مثل جبال تهامة
يجعلها الله هباءاً منثوراً, قال تعالى: { مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ
وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ
اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ
عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ
لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }.
11. الخلود في الجنة ورؤية الله
تعالى, قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.
12. العلم و الفقه في الدين, قال
تعالى:{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
13. التمكين في الأرض, قال تعالى: {
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ
يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ
الْمُحْسِنِينَ }.
14. النصر في الدنيا و سعة الرزق, قال تعالى: {
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً
لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ
الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ }.
15. معية الله
الخاصة, قال تعالى: { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ
هُم مُّحْسِنُونَ } إن الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه بامتثال ما أمر
واجتناب ما نهى بالنصر والتأييد, ومع الذين يحسنون أداء فرائضه والقيام
بحقوقه ولزوم طاعته, بعونه وتوفيقه ونصره.
16. الهداية إلى الصراط
المستقيم, قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.
والمؤمنون الذين
جاهدوا أعداء الله, والنفس, والشيطان, وصبروا على الفتن والأذى في سبيل
الله, سيهديهم الله سبل الخير, ويثبتهم على الصراط المستقيم, ومَن هذه صفته
فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره. وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن
خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ والهداية.
17. الاستمساك بالعروة
الوثقى, قال تعالى: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ
الْأُمُورِ }.

هذا ماتيسر جمعه عن مرتبة الإحسان
في القرآن, فكل خيرٍ وتسديد فنعزوه إلى الله, وكل تقصير و خلل فمن النفس
والشيطان و الله ورسوله منه بريئان و صلى الله على محمد.
الموضوع الأصلي : الرفق بين الحسن والاحسان الكاتب : عاشق ملك البوب المصدر : منتدى أشهار


توقيع عاشق ملك البوب

الرفق بين الحسن والاحسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

+

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع
خدمات الموضوع
Eshary.com كلمات دلالية
الرفق بين الحسن والاحسان تصميم , الرفق بين الحسن والاحسان مال واعمال , الرفق بين الحسن والاحسان eshary ,الرفق بين الحسن والاحسان ستايلات مجانيه ,الرفق بين الحسن والاحسان اخر الاخبار , الرفق بين الحسن والاحسان أشهار
Eshary.com رابط الموضوع
 Eshary.com BBCode
 Eshary.com HTML code
 Eshary.com المتواجدون الأن
ككل هناك 5 أشخاص حالياً في هذا الموضوع :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر
 Eshary.comصلاحيات هذا المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الرفق بين الحسن والاحسان ] مخالف ,, من فضلك قم بمراسل الإدارة من هنا
منتدى أشهار :: الأقسام العامة :: الأسلام والدفاع عن رسول الله :: القسم الأسلامي-
انتقل الى:
أعلانات نصية
منتديات احلى عالم جدعانمنتديات شباب الجزائرمنتديات اوديساشبكه اي ميس يو لفرز
بحيرة الاشهارمنتديات مملكة الفتياتشركة اوريجينالاصحاب مدى الحياه Es7ap.Com
AHLAARAB.احلى عربماي الجيشبكة انا كدهمنتديات مايكل جاكسون
منتديات مايكل جاكسون العربيةاكاديميه الاشهارمنتديات ترى see17.netمنتديات يا حبيبي العراقية
منتدى فرسان القرآن ( السنة الحق )منتديات مملكة الفتياتمنتدى عيون العراقمنتديات الشباب لكل شباب العرب
منتديات أولاد دراج للبرمجةمنتديات طموح الجزائرإعــــــــــلانإعــــــــــلان
أعلانات الفريق
منتدى الدعم و الاشهارإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان

Powered by phpBB ® Version 2
Copyright © 2010-2011
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتدى أشهار © ::.
»» إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ،والله ولي التوفيق

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع