أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط على هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناة.
متطلبات منتدى أشهار: متصفح الحديث | شاشة 1024x768 أو أكبر
الثلاثاء مايو 26, 2015 11:50 am الإثنين مارس 16, 2015 2:11 pm الإثنين يناير 12, 2015 7:16 am الثلاثاء يوليو 29, 2014 1:09 pm الأربعاء يونيو 25, 2014 1:43 am الجمعة أبريل 25, 2014 2:27 pm الخميس أبريل 17, 2014 2:13 am الأحد مارس 23, 2014 9:41 pm الثلاثاء مارس 18, 2014 7:49 am الثلاثاء مارس 18, 2014 7:46 am
موضوع: حالة طوارئ .. سليمان الطويهر .. الأحد يوليو 10, 2011 6:52 am
حالة طوارئ
:
أفزعتنا الصرخة المدويّة، التي انفجرت في غرفة أخي الأكبر، تلك الغرفة الملقاة في أقصى (حوش) المنزل . تسمّرت أقدامنا الحافية على بلاط المنزل، و أنظارنا تتوجه إلى الغرفة في توتر ، فيما (الكرة) التي أُهْمِلت فجأة، راحت تتهادى جهة الغرفة، إلى أن وقفت في منتصف الطريق، وكأنما هي خائفة أيضاً !.
انفجرت الصرخة مرة أخرى، لتنتزعنا من ذهولنا، وننطلق بلا اتفاق إلى ذات المكان ، في ذات اللحظة .
لم يكن الصوت صوت أخي ، والذي دخل إلى غرفته قبل ساعة ، لا يصحبه سوى ظله!. انتصبنا أمام الباب ثلاثة تماثيل مرتجفة، وبالرغم من فزعنا على أخينا، إلا أن أيّاً منّا لم يحاول لمس الباب، وكل يشير بعينيه إلى الآخر أن يفتحه، حتى اتحدّت الأنظار على عينيَّ المرتعشتين.. فأنا الأصغر..
استسلمت .. وهممت بالتقدم إلا أن مفاصلي تـيبست .. فهذه الغرفة قد أحاطها أخي، المتخصص في علم الأحياء، بسياج من الهلع والوعيد، وجعلها مختبراً .. أو "حديقة للحشرات" العجيبة والغريبة . يجري عليها تجاربه بأجهزته المتنوعة . وكان يهدد من تلمسُ أنفاسُه جدارَها الخارجي، بأن يجعل رأسه مسرحاً للعناكب والعقارب.. وغيرها من الأنواع التي لا نراها سوى في البرامج التلفزيونية .
دفعتني نظراتهم إلى لمس الباب.. ولم يعد هناك مجال للتراجع!
أمسكت عُروته بيدي الاثنتين مخالفاً كل أوامره، ومعللاً لنفسي الفَزِعة أن أخي ربما كان في دائرةٍ من الخطر. فقد أثارت الصرخات غبار الشكوك والخوف في نفوسنا.
صرخةٌ جديدة طعنت صمتنا..صرخةٌ.. كأنها الريح ، أسقطتنا أرضاً ..
كان للصرخة صدىً يكاد يكون أعنف منها.. وبهمسٍ غاضبٍ خائف، أُمِرتُ بأن افتح الباب.. توكأت على رعدة عظامي.. نهضت.. تحسست مقبض الباب.. أدرته بلين.. استعصى.. ضغطته أكثر، فاكتشفت أنه مقفل .
أدرت وجهي إليهم .. أشار أحدهم بأصابعه أن أطرق الباب .. فأطرقت.. وكتمت أنفاسي .. وطرقت !
لم يتغير شيء .. كررت المحاولة دون أن استفهم منهم عمّا يجب فعله..
فُتِحَ الباب ..و..
ووجدت أخي الأكبر أمامي !
كان هذا آخر ما لمحته عيناي اللتان أغمضهُما الخوف ..
- تعال هنا ..
جذب يدي إلى الداخل بسرعة .. صرخت :
- كـ.. كـ.. كنا .. خـ.. خايفين ع ع ل ي ك ..
وأدرت رأسي إلى إخوتي كي يصادقوا على كلامي.. فاصطدمت عيني بأماكنهم الفارغة !.
سحبني إلى داخل الغرفة وأغلق الباب. كدت أن أقع بين أقدامه معتذراً ، بيد أن السرور الطافح على وجهه أثار دهشتي ، وخنق اعتذاري .
مضى بي مسرعاً إلى داخل الغرفة، مُزيحاً ما اعترضه من ستائر، يحجب سوادها ما يثير الدهشة والرعب.. أقفاص متفاوتة في الأحجام، مُلئَتْ بحشرات لا مثيل لها .. سُرقت عيني وأنا أطالعها.. منها ما تلذُّ العين بألوانه وزخارفه، ومنها ما يستفز الكبد.
توقف .. فتوقفت عن التأمل ، واستوعبت ما أنا فيه .. صرخت به :
- إلى أين تذهب بي ؟.
لم يجب، وتشاغل عنّي بجهازٍ أمامه، يشابه جهاز التسجيل، تمتد منه أسلاك بعضها يتصل بسماعات للأذن، وبعضها بمكبراتٍ للصوت، والبعض الآخر يتصل بإناء زجاجي لا يتجاوز قطره المتر، مطليّ بالظلام، وقد تعمم رأس الإناء بما يشابه المنظار. قال لي :
- انظر ..
و إصبعه يتجه صوب المنظار.. وكالرعدة دارت على جلدي دورة سريعة ، اصطادتها عيناه .. فتبسم وقال :
- انظر ولا تخف ..
ولأخنق خوفي .. أخذت نفساً جعل صدري يضيق برئتيّ .. تقدمت .. ودون تباطؤ غرست عينيّ في عيني المنظار .. وفتحتهما ..
ويا لهول ما رأيت !
عشرات من النحل تحوم في الإناء، وخلية صغيرة ثبتت في إحدى زوايا الإناء .. والأرضية الترابية بها عشرات من الزهور ذات الألوان المبهجة، والنحل يرقص فوقها ، فرحاً بمملكته الصغيرة .
- هاه .. ما رأيك ؟
التفتُّ لأخي وابتسامتي تمددُّ شفتيّ :
- خياال ..
ضاحكاً :
- لم ترَ شيئاً بعد ..
وضع يده على بعض الأزرار وهو يقول :
- هيّا .. عاود النظر مرةً أخرى ..
أرسلت نظري للإناء من جديد. و تابعت انبهاري بالمملكة الصغيرة.
وفجأة..
انطلق كالسهم شيء صغير، شوّه المنظر العام للمكان بسرعته، ولونه الأسود.. ورأيت النحل ينطلق إليه كالقبضة، ويحوم فوقه مثيراً ذعره.. أخذت إحداهن في الاقتراب إليه أكثر .. وأكثر .. و.. لسعته في قفاه و... انفجرت صرخة قوية أوقفت أنفاسي!.
كانت نفس الصرخة التي سمعتها مع إخوتي ، التفتُّ إلى أخي الأكبر ، وملامحي تنطق بكل شي عدا الفهم ، فيما هو كان غارقاً في موجات من الضحك .
- ما رأيك ؟!
قالها ، وهو يمسح دموعه ، وتابع :
- مذهل، أليس كذلك؟! هل توقعت يوماً أن تسمع صرخة فأر ؟!.
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرين ليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهمات متتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوع مناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدب الحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلا تتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دين عليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلا تناقشا المشكله على العام بل على الخاص ان احترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقة تضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار في موقعنا إدارة منتدى أشهار
الحديث | شاشة 1024x768 أو أكبر
حالة طوارئ .. سليمان الطويهر .. 
الثلاثاء مايو 26, 2015 11:50 am
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة 
صلاحيات هذا المنتدى