هل ثمة من يستغرب عندما يسمع بأنّ المرأة المتزوجة "أثقل" عموماً من العازبة؟ على الأغلب أنّ هذه المعلومة "بائتة" بالنسبة إلى معظم الناس، ولكن ما السبب يا ترى في أنّ المرأة المتزوجة أثقل وزناً؟ هل هو التأثير الفسيولوجي للزواج والإنجاب وتباعتهما؟ هل هو النهم للطعام، والذي ينشأ عن الاستقرار العاطفي؟

لا هذا ولا ذاك، إذ يكمن الجواب في دراسة أسترالية أجراها باحثون من جامعة "كوينزلاند" تفيد بأنّ النساء يفقدن الاهتمام بقوامهنّ بعد الزواج، ولذلك فإنّ المتزوّجات يتفوقن على نظيراتهنّ العازبات وزناً، ويحدث ذلك التحوّل في فترات قياسية قد لا تزيد على عدة أشهر بعد الزواج. ولكن مسألة عدم الإهتمام بالقوام لا تلغي أثر الأسباب والعوامل الأخرى كالإنجاب الذي يضيف المزيد من الوزن، ويصعب إزالة أثره من دون اتباع إجراءات صارمة.

وأرجع الخبراء السبب الأساس لزيادة وزن النساء بعد الزواج إلى أنهنّ يتبعن نمطاً غذائياً غير صحي، وذلك بسبب انشغالهنّ في شؤون العائلة، وعدم اهتمامهنّ بأنفسهنّ، وعدم توافر الوقت الكافي لديهنّ لممارسة الرياضة.

ومع أنّ الدراسة الأخيرة أشارت إلى عامل الإنجاب كمسبب لزيادة الوزن، فإنّ دراسة أخرى كانت صدرت نتائجها في أستراليا نفسها قبل أربعة أشهر أكدت أنّ الزواج بحدذاته يعد كافياً لزيادة وزن المرأة. فقد تبين أنّ النساء المتزوجات اللاتي لم ينجبن أطفالاً اشتركن في ميزة الوزن الزائد بمعدلات لا تقل عن أولئك اللاتي أنجبن أطفالاً.



وفي الحالين كان متوسّط وزن المرأة المتزوجة أعلى من نظيرتها العزباء.


ووجد الباحثون علاقة "خفية" بين شعور المرأة بأنّها متزوجة ومستقرة، وبين آليات عمل التمثيل الغذائي داخل جسمها، الأمر الذي يؤدِّي إلى زيادة استفادة الجسم من الغذاء.

وفوق ذلك فإنّ المرأة المتزوجة تلتهم كميات أكبر من الطعام، وتمارس قدراً أقل من الحركة. وعلى رغم أنّ المرأة المتزوجة ربّما تكون مشغولة عموماً وكثيرة الانخراط في المشكلات الصغيرة فإنّها أقل قلقاً بصورة عامة، الأمر الذي يترك أثره أيضاً في هذا الشأن.
منقول