المنتخب النيوزيلندي يحلم بمفاجأة في كأس العالم

جاء تأهل المنتخب النيوزيلندي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم
2010 بجنوب أفريقيا للمرة الأولى خلال أكثر من ربع قرن ، ليسلط الضوء على
كرة القدم في تلك البلاد ، حيث الرجبي هو الرياضة ذات الشعبية الأولى. ولم
يحقق المنتخب النيوزيلندي هذا الإنجاز سوى مرة واحدة سابقة ، وكان ذلك في نهائيات بطولة كأس العالم 1982 بأسبانيا.

ورغم تواضع تاريخ الفريق على الساحة العالمية ، إلا أنه نجح في التغلب على منتخبات إندونيسيا والسعودية والصين في طريقه إلى كأس العالم
1982 بعد رحلة صعبة بالتصفيات خاض فيها 14 مباراة. ولم يتوقع أحد أن يهدد
هذا الفريق منافسيه العمالقة في النهائيات. وبالفعل سقط الفريق في
مبارياته الثلاث بالدور الأول أمام منتخبات اسكتلندا والاتحاد السوفيتي
السابق والبرازيل. ولكن النتائج لم تكن مهمة.

وقال تشارلي ديمبسي ، مدير الاتحاد النيوزيلندي لكرة القدم آنذاك ، "فزنا بكأس العالم الخاصة بنا ، وهي التأهل إلى كأس العالم بأسبانيا". ولكن مسيرة الفريق في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم
2010 بجنوب أفريقيا كانت أكثر سهولة ، حيث خاض ثماني مباريات فقط ، ليتوج
بلقب اتحاد أوقيانوسيا ، ثم تغلب على نظيره البحريني في الدور الفاصل على
بطاقة التأهل للنهائيات.

وكان المدرب ريكي هيربرت ، المدير الفني الحالي للفريق ، واحدا من لاعبي المنتخب
النيوزيلندي الذي شارك في مونديال 1982 بأسبانيا ولكنه يسعى هذه المرة إلى
قيادة
الفريق نحو نتائج أفضل من خسارة المباريات الثلاث في الدور الأول للبطولة.
ونجح هيربرت ولاعبوه في التقدم خطوة على طريق تحقيق نتائج أفضل من خلال
مشاركتهم في كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا حيث فشل الفريق في تسجيل أي
هدف ولكنه أحرز نقطة من تعادله السلبي مع نظيره العراقي. وكانت كأس
القارات تجربة وخبرة جيدة للمنتخب النيوزيلندي ، الذي يجد صعوبة في خوض
مباريات عالية المستوى ، حيث يمثل بعد المسافة العائق الأكبر في طريق
تطوير كرة القدم النيوزيلندية.
كما أن انعزالها في أقصى الجنوب الشرقي من العالم يجعل فرصة لاعبيها
محدودة للغاية في المنافسة مع أفضل المستويات في العالم ، وكذلك تطوير
مستوى الكرة النيوزيلندية. ويواجه المنتخب النيوزيلندي
صعوبة أكبر في مونديال 2010 حيث أوقعته قرعة البطولة في مجموعة صعبة هي
المجموعة السادسة التي يلتقي فيها منتخبات إيطاليا حامل اللقب وباراجواي
وسلوفاكيا الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى.

وفي ظل الترشيحات القوية التي تتجه نحو فوز المنتخب الإيطالي بالبطاقة الأولى من هذه المجموعة إلى الدور الثاني ، يسعى المنتخب النيوزيلندي
إلى انتزاع النقاط الثلاث من مباراته الأولى في البطولة أمام نظيره
السلوفاكي وذلك قبل المواجهة الصعبة أمام إيطاليا وعلى أمل حجز بطاقة
التأهل للدور الثاني خلال مباراته مع باراجواي.

ويتسم أداء المنتخب النيوزيلندي
بالميل للنزعة الدفاعية والأداء البدني القوي ولذلك ينتظر أن ينال خط
دفاعه بعض الاحترام من قبل المتابعين للمونديال رغم ابتعاد الفريق عن
اللعب بأسلوب متوازن. ويمثل اللاعب المخضرم رايان نيلسن نجم بلاكبيرن
الإنجليزي أبرز لاعبي خط دفاع المنتخب النيوزيلندي كما يلعب دور الملهم للفريق في داخل الملعب وخارجه.

وقاد نيلسن الفريق إلى أداء دفاعي رائع في مواجهة البحرين ذهابا وإيابا في
الدور الفاصل كما تألق معه مارك باستون حارس مرمى الفريق. بينما يعتمد
الفريق بشكل أساسي في الهجوم على اللاعب روري فالون الذي سجل الهدف الوحيد
في المباراتين أمام البحرين. ويلعب بجواره المهاجم شين سميلتز الذي فاز
بلقب أفضل لاعب في أوقيانوسية لعامين متتاليين. كما يضم الفريق مهاجما
واعدا هو الشاب كريس وود "18 عاما" نجم ويست بروميتش ألبيون.

المدير الفني: ريكي هيربرت

كان التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حلما تحقق بالنسبة للمدرب ريكي هيربرت "49 عاما" ، المدير الفني للمنتخب النيوزيلندي ، والذي كان لاعبا ضمن صفوف المنتخب النيوزيلندي الذي شارك في نهائيات كأس العالم
1982 بأسبانيا. وكان هيربرت ، ثاني أصغر لاعب في الفريق بعد واينتون روفر
الذي توج بلقب أفضل لاعب في أوقيانوسيا للقرن العشرين. يذكر أن هيربرت كان
مدافعا وخاض 61 مباراة دولية مع المنتخب
النيوزيلندي قبل أن يصبح أول مدير فني وطني للفريق منذ 50 عاما. كما تولى
تدريب فريق ولينجتون فونيكس الذي يشارك في الدوري الأسترالي.
ويتسم هيربرت بالهدوء والتحفظ ، ولكنه فاجأ الجميع بعدم الاعتماد على
طريقته التقليدية في اللعب ، 4"4"2 ، خلال الدور الفاصل أمام المنتخب
البحريني حيث اعتمد في هذه المواجهة على ثلاثة مهاجمين ، على غير عادته.
نجم الفريق: رايان نيلسن

يمثل اللاعب المخضرم رايان نيلسن "32 عاما" أبرز لاعبي المنتخب النيوزيلندي
، خاصة وأنه خاض 40 مباراة دولية مع الفريق حتى الآن كما أنه من أنجح
اللاعبين النيوزيلنديين المحترفين بالأندية الكبيرة حيث يحمل شارة قائد
فريق بلاكبيرن الإنجليزي كما خاض مع الفريق المباراة النهائية لكأس
الاتحاد الإنجليزي ، وكذلك خاض معه منافسات بطولة كأس الاتحاد الأوروبي وخاض مع المنتخب
النيوزيلندي بطولتين لكأس القارات. وبرهن نيلسن على مستواه العالي خلال
الدور الفاصل أمام المنتخب البحريني حيث حافظ على هدوئه ، وقاد زملائه
بثبات عندما تعرضوا للضغط. وخاض نيسلن أول مباراة دولية له مع المنتخب النيوزيلندي
عام 1999 ولكنه غاب عن صفوف الفريق لمدة أربع سنوات بسبب التزاماته تجاه
النادي والعائلة بالإضافة إلى الإصابات التي عاودته هذا العام وحرمته من
المشاركة الثالثة في كأس القارات. ولكنه يرى أن اللعب لمنتخب بلاده هو أبرز ملامح مسيرته الكروية.